في يوم الاثنين 13 اكتوبر2014م اجتاحت الميليشيات الحوثية مدينة الحديدة عاصمة تهامة ومن بعدها أكملت سيطرتها على بقية مديريات المحافظة واحتلتها بقوة السلاح وخيانة الرخصاء .. ومنذ ذلك الاجتياح والحديدة تحت سيطرة الاحتلال الحوثي وسكانها لا يعرفون للنوم طعما ولا لونا فيما الميليشيات تواصل صرفها للإرهاب بالقتل والخطف والاعتقال كما تواصل صرفها للكلام بكذب المشاريع الوهمية والوعود الخدمية السرابية.
وفيما الحديدة لا يعرف أهلها وسكانها الأصليين النوم تعيش الميليشيات الحوثية في نعيم نهب ثروات وايرادات أصحاب الأرض والحق والثروة.. واصحاب الحق تتسع دائرة معاناتهم وفقرهم بينما النهابة المحتلين للأرض يزيدون اتساعا في الرخاء والثراء.
في الحديدة تتجاوز درجات الحرارة خلال فصل الصيف 45 درجة مئوية، وتصل الرطوبة إلى ما يقارب 80%، في ظل انقطاع شبه كلي للكهرباء يصل إلى أكثر من 20 ساعة في اليوم. هذه الأرقام ترسم صورة قاتمة لحال المدينة وسكانها الذين يتصببون عرقاً ويكافحون لأخذ قسط من النوم في ليالٍ أشبه بالجحيم....
الحديدة لا تنام لان أهلها وسكانها البسطاء يعانون من لهيب الحر، من وجع الجوع، من قهر النفوس، ومن دموع الأمهات وصرخات الأطفال...والمحتل الحوثي يسلبهم حقوقهم في الحياة حقوقهم في الراحة النفسية، في لقمة كريمة وجرعة ماء باردة وامهات لا يذقن النوم من خوفهن على صغارهن، وأطفال يُسقَون نار الشمس بدل الحليب، ومرضى تنهار صحتهم باستمرار انعدام الكهرباء.
كيف للحديدة أن تنام واهلها وسكانها الأصليين لا يعرفون من الفصول الأربعة سوى الجفاف والغبار والاتربة والاوبئة الفتاكة والأمراض والدوخة وضغط الدم وانفلونزا البرد الساحلي والرطوبة والحساسية والوهن وقليل من المطر أو غزيره وكثير من الكذب والدجل الحوثي والإرهاب اليومي الذي يلاحق الناس صغيرهم وكبيرهم شبابهم ونسائهم والبارود والالغام والإعلام السخيف المبجل لسياسة المحتل الغاصب للثروة وللإنسان والأرض..
الحديدة أصبحت اليوم ليست مجرد مدينة محتلة، بل مدينة مقهورة، منهكة، تئن تحت وطأة الجوع والحر والقهر، بانتظار فجر لا يبدو قريباً...